برامجنا
طلابنا يناقش “التسرب من المدارس.. الأسباب والحلول” برؤية اكاديمية وطلابية
راديو يمن تايمز
ناقشت الحلقة الرابعة من برنامج طلابنا ظاهرة تسرب الطلاب والتي باتت تؤرق المجتمع وتهدد مستقبل أبناءه خصوصا في ظل الحرب التي تسببت بدمار المدارس وعزوف المعلمين.
وتحدث ضيف الحلقة الأكاديمي الأستاذ علي الجرحزي معتبراً الموضوع “مهم جداً وله آثار كبيرة على المجتمع وعلى الوضع العام والوضع التربوي والتعليم في بلادنا.”
يقول الجرحزي “عملية التعليم والتربية هي عملية متكاملة وترتكز على عدة جوانب , وهذه الجوانب لابد أن تكون مترابطة وتعمل بشكل متفاعل لتحقيق أهداف العملية التربوية والتعليمية. هذه الجوانب تكمن في نظام الأسرة والمدرسة والمجتمع. ولهذا فإن ظاهرة التسرب والهروب من المدرسة ظاهرة سلبية يتوسع انتشارها حتى أصبحت روتينياً عاماً يُتداول؛ وظاهرة تستحق النظر والدراسة والمناقشة فيها لأن لها آثار سلبية على المجتمع التربوي وبشكل كامل”.
مراعاة الاحتياجات النفسية للأبناء
ويرى الجرحزي أن هناك عوامل داخلية وعوامل خارجية تؤدي إلى تسرب وعزوف الأبناء والطلاب عن التعليم والمدرسة وهذه العوامل وفقا له “عوامل خارجية تكمن في ضعف الرقابة والمتابعة الأسرية للأبناء واعتبار ذلك مسؤولية فردية تقع على عاتق المدرسة”
“هناك أسر تعتبر التربية والتعليم مسؤولية المعلم المدرسة فقط وليس عليها مسؤولية حيال ذلك في عملية المتابعة. وهذا للأسف تفسير وسلوك خاطئ في أساليب التربية الأسرية”.
مؤكدا أن “عدم إدراك أو عدم اهتمام الأسرة نفسها لمفهوم عملية التعليم أنه عملية تشاركية ما بين الأسرة وما بين المجتمع وما بين إدارة المدرسة والمدرس بشكل خاص حيث يعود أثره بشكل إيجابي على الطالب نفسه”
وتطرق الجرحزي إلى أسباب تتعلق بالأسلوب الأسري؛ (أسلوب التربية) فهناك أساليب تربوية تقوم بها الأسرة لاتراعي مراحل النمو والتطور الفسيولوجي واحتياجات الأبناء النفسية وهذا يسبب مشاكل نفسية في المراحل المتأخرة من نمو الأبناء؛ ويؤدي إلى تمرد الأبناء والطلاب على الوضع والتعليم والنظام الأسري وخاصة إذا كانت الأسرة تعاني من مشاكل أسرية كالتفكك الأسري”
مشيرا إلى أن “هذا الأمر يتسبب بمشاكل وآثار سلبية تنعكس على نفسية الأبناء؛ ومسألة التحاقهم بالمدارس واستمرارهم في التعليم؛ حيث ينظر الطالب إلى نفسه أنه لا يستحق التعليم”.
“ومن الأسباب ايضا أن الطلاب يدخلون في مرحلة اسمها مرحلة إثبات الذات، وهذه المرحلة من مراحل النمو تمتاز بالتمرد وتكوين الكيان الاجتماعي والشخصي؛ وهي تبدأ من مرحلة الصف التاسع. وهي معروفة عند المدرسين الاخصائيين والاجتماعيين” وفقا للجاحزي.
كيف ينظر الطلاب الى التسرب من المدارس
ونوه الى ” المدارس الأهلية التي تعاني من الازدحام؛ وبسبب كثافة الطلاب لا تستطيع ان تقدم الخدمات التعليمية المتميزة التي كانت تقدمها سابقاً، وهذه هي عوامل خارجية، لكن لابد أن نصل للعوامل الداخلية التي تتعلق بإدارة المدرسة نفسها، في ظل غياب نظام رقابي خاص بمتابعة الأبناء”.
هذا وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” في تقرير لها في سبتمبر المنصرم قد أكدت “ان 2500 مدرسة من بين نحو 16 الفا هي خارج إطار الخدمة حاليا، 66 بالمئة منها تضرّرت بسبب أعمال العنف، و27 بالمئة أغلقت أبوابها كليا، بينما تستخدم 7 بالمئة ملاجئ لنازحين أو معسكرات لأطراف النزاع”.
كما تحدث ايضا ضيوف الحلقة يوسف مجعل وسلا القباطي واسماعيل البحري وهم طلاب في المرحلة الثانوية عن الأسباب التي يرونها متعلقة بظاهرة التسرب من التعليم؛ حيث يرون أن هناك أسباب كثيرة؛ منها “أسباب تعود على الطالب نفسه وأسباب تعود على المدرسة، وأخرى تعود على المدرسين، وبعضها نتيجة الأوضاع الحالية؛ وأسباب تعود على الأسرة”
وأظهرت الاستطلاعات التي أجراها البرنامج مع بعض الطلاب أن التسرب من التعليم قد يكون نتيجة الضغط الذي تمارسه بعض الأسر وبالتالي يكون الهروب وسيلة للتنفيس، إلى جانب سوء التعامل الذي قد يلاقيه الطالب في المدرسة، وغياب المتابعة الأسرية.
وفي تعليقه على الآراء التي عُرضت في الحلقة قال الجرحزي: “الاستطلاعات وضعت النقاط على الحروف؛ فمعظم الذين تحدثوا كان حديثهم عن المسؤولية الجماعية؛ وهو الكلام نفسه الذي تحدثنا عنه. ولكن نظراً للجهل الذي نعاني منه وانتشار مستوى الأمية والنظرة المادية التي انتشرت في الآونة الأخيرة صارالبعض ينظر إلى التعليم أنه مرتبط بالوظيفة والدخل فقط”.
وأكدت الاتصالات التي استقبلتها الحلقة على الأسباب المختلفة المرتبطة بالمدرسة والأسرة والأصدقاء والبيئة المحيطة بالطالب، إلى جانب وسائل الإعلام، فالمسؤولية تقع على جميع هذه الأطراف.
التعليم أداة بناء الأمم
واختتم الجرحزي حديثه في الحلقة برسالة وجهها إلى وزارة التربية والتعليم باعتبارها المسؤول الأول عن الوضع التعليمي والتربوي في اليمن “بضرورة أن تتحمل مسؤوليتها في إعادة النظر في إنشاء ووضعية المدراس والتربية والتعليم بشكل عام. وذلك يكمن في تفعيل الإعلام التربوي الذي أصبح دوره مهمشاً تماماً مع أن له دور فاعل في التوعية الأسرية والتوعية المجتمعية التوعية الفردية”.
مؤكدا بأن التعليم هو الغذاء الروحي للعقل، والتعليم هو الذي يبني الأمم ولا يمكن لأي فرد مهما امتلك من إمكانيات مادية أو امتيازات أخرى أن يقارنها بما يمتلكه الآخرون من التعليم.
وتضمنت الحلقة قصة كفاح الطالبة أروى العديني من قسم التاريخ جامعة صنعاء التي أكملت تعليمها بعد زواجها، ووصلت لما تريد تحقيقه في تخصصها.
ووفقا “لليونسيف” فان توقّف المدارس عن التعليم حرم 1,84 مليون طفل من الدراسة لينضموا الى نحو 1,6 مليون طفل آخر لا يرتادون المدرسة منذ فترة ما قبل النزاع (بحسب أرقام 2017).