برامجنا

تزامنا مع اقتراب موسم الزراعة “يمن اورج” يستضيف المنظمات والهيئات العاملة في هذا المجال

راديو يمن تايمز

ناقشت حلقة الأسبوع المنصرم من برنامج يمن اورج على راديو يمن تايمز دور المنظمات والهيئات الدولية والمحلية في مجال الزراعة باليمن والقصور والتحديات والاحتياجات التي تواجهها، باستضافة أبرز المنظمات والهيئات ذات الاختصاص.

شهدت الحلقة تفاعل المستمعين وتخللها تقرير صوتي عن الزراعة في اليمن فيما كان ضيف الحلقة الخبير والمهندس الزراعي عادل طاهر الملقب بـ”صديق المزارعين”، كما استضافت الحلقة السيدة حنان سيف مساعدة مدير المشاريع  في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ( الفاو).

الخبير المهندس الزراعي عادل طاهر لخبرته الطويلة في المجال الزراعي فقد لُقب بصديق المزارعين، ولذلك يمتلك من الخبرة الامر الذي اثرى الحلقة بمعلومات وإحصائيات استفاد منها المزارع اليمني وقد تحدث عن عدد من المحاور ذات السياق كالتالي:

اليمن : سوق المنظمات والهيئات الدولية لجمع الأموال

حيث قال طاهر ” أن العمل عند المنظمات والهيئات الدولية في مجال الزراعة باليمن وخصوصا في هذه المرحلة مثل الموضة، يعمل الكل في مجال السوق الزراعية كأنها سوق مفتوح للكل . في بعض الاحيان أستغرب من منظمات انسانية ليس لها علاقة بالجانب الزراعي لا من قريب ولا بعيد تقوم بتوزيع بذور وأسمدة.” متسائلا “وفق ماذا؟ ماهي المعايير؟ وماهي الخطة؟ ماهو المشروع الذي تبنته وتدخلت فيه؟ ومن هو الرقيب او المشرف على مثل هذه الانشطة؟”.

مؤكدا أن “اللجنة الدولية للصليب الاحمر تشتغل في الزراعة . برنامج الغذاء العالمي يعمل في الزراعة والمجلس لدنماركي , الألمان , الفرنسيين , الهولنديين , اليابانيين كلهم يعملون في الزراعة . أصبح العمل في الجانب الزراعي يتسم بالعشوائية للأسف الشديد”.

“أصبح اليمن سوقا للمنظمات حيث وجدت بعض المنظمات في اليمن فرصة عمل جيدة لجمع الأموال الطائلة من المانحين ومن دول التحالف العربي التي تحارب باليمن والآن أصبح دعم الزراعة في اليمن الموضة او التقليعة الأخيرة لبعض هذه المنظمات”.

أبرز مشاكل المزارعين

وعن مشاكل المزارعين تحدث طاهر” إحدى أبرز مشاكل الجانب الزراعي يكمن في تدخلات الهيئات والمنظمات الدولية بدون التركيز على مشاكل ومعاناة المزارعين بالدرجة الأولى فهل تخدم هذه التدخلات قضايا الامن الغذائي في اليمن؟ هل تخدم اولويات المزارعين؟ هل تبحث عن المعاناة الي يعانيها المزارعين ومشاكلهم المختلفة؟ اعتقد أنها تتدخل في جزئية بسيطة في بعض المناطق وفي مناطق أخرى قد تتسبب في اشكالات داخل المناطق نفسها”.

مضيفا” ومن المشاكل ايضا القصور في اعطاء المنظمات كمنظمة الفاو المعلومات والمعطيات الملحة وعدم تحديد الأولويات حسب طلبات المزارعين . فمثلا ” يمكن لوزارة الزراعة كجهة رسمية أن تحدد المسار الذي تمر به المنظمات . المنظمات بما فيها حتى الفاو لاتعمل وفق خطة او رؤية او استراتيجية وطنية”.

من أكل صيبة أكل عياله

“لايوجد تنسيق بين المنظمات ولاتحديد مناطق ولامنهجية العمل المتكامل . ينبغي على المنظمات ان تعمل الى مرحلة معينة وبعدها تقوم منظمة اخرى بالعمل حيث توقفت المنظمة السابقة . تعاني هذه المنظمات من الافتقار للتنسيق وفق خطة او رؤية عامة تخدم المجتمع الزراعي أو تخدم التنمية بشكل عام” وفقا لطاهر.

“على سبيل المثال حصلت مشكلة كبيرة في توزيع بذور الموسم الماضي في المواسط – تعز حيث وزعت للمزارعين بذور ذره رفيعه يفترض انها محسنة لكن البذرة لم تتجاوز في نموها مستوى الركبة فلم تثمر ولا تصلح حتى علفا للمواشي . وهكذا ضاع الموسم على المزارعين . الكارثة أن المزارعين قد استهلكوا البذور المحلية التي كانوا يعتمدون عليها واعتمدوا على البذور المستوردة من الخارج”.وفقا لصديق المزارعين.

منوهاً” اليمن يتسم بمناخات متعدد وبيئات زراعية مختلفة وتركيبة محصولية مختلفة لا تتلائم مع المناخات المتعددة . فعند نقل بذرة من منطقة الى اخرى لا تتوافق معها بيئيا لا تنمو تلك البذرة ولا يكون هناك محصول لحصاده، تكون هذه المحاصيل عرضة للأمراض أو لا تنتج البذور نفس كمية الحبوب للبذور الأصيلة . هذه واحدة من مشكلات للتدخل العشوائي أو الغير مدروس للمنظمات ” .

ويؤكد طاهر” نحن الآن نواجه مشكلتين : كمزارع أواجه مشكلة في توفير البذور المحسنة وهذه مشكلة كبيرة في اليمن ولا يمكن للفاو منفردة أن تحلها . حتى وزارة الزراعة وكل المنظمات لو وحدت كل الجهود استهدفت البذرة بمنهجية علمية مدروسة . وكمنظمة أو هيئة جعل التدخل العشوائي للمنظمات المزارعين يفرطون في حبوبهم الأصيلة . وهذه كارثة أن تفرط بالبذرة المحلية الأصيلة والاعتماد على بذرة دخيلة، هناك مثل زراعي شائع يقول ( من أكل صيبة أكل عياله ) يعني من فرط في بذرته فرط في عياله حيث لم يتحقق الأمن الغذائي للمزارع اذا فرط في بذرته”.

رسالة صديق المزارعين

“على الجهات المعنية أن تنطلق من اولويات التنمية الزراعية في اليمن وفق رؤية و مخطط واحد تكاملي . كل منظمة او كل جهة تخدم الاخرى وتواصل من حيث انتهت حتى لاتعاد ولاتكرر المشاريع .

اتمنى على وزارة الزراعة ممثلة بزميلي وصديقي العزيز عبدالملك الثور وزير الزراعة وايضا نائب وزير الزراعة المهندس ماجد هاشم المتوكل وضيف الله شملان أن تكون انطلاقة جديدة وفق رؤية لأوليات التنمية الزراعية في اليمن وأولويات المزارعين ” .

واستضافت الحلقة السيدة حنان سيف مساعدة مدير المشاريع في منظمة الأغذية والزراعة “الفاو (هي منظمة أممية تضم حوالي 194 دولة عضو وعضوين منتسبين تعمل الفاو في اليمن منذ عام 1990 في العديد من المجالات أو مايسمى بالتدخلات. أغلب التدخلات مؤخرا هي المساعدات الانسانية الطارئة والعاجلة وتعمل الفاو ايضا في التنمية ولكن هناك حد من هذا النوع من التدخل في السنوات الاخيرة نتيجة للأوضاع الانسانية المتردية”.

معايير اختيار المناطق المستهدفة من قبل الفاو

تؤكد سيف أن “تعمل الفاو بجانب الوزارات المعنية مثل وزارة الزراعة ووزارة الثروة السمكية وكل الوزارات الأخرى في مجالاتها . هناك معايير مختلفة لاختيار المناطق المستهدفة وكذا الاسر المستهدفة او الاشخاص المستهدفين او المزراعين . احد المعايير للاختيار هي التصنيف المرحلي المتكامل للامن الغذائي عبر دراسة مستوى انعدام الامن الغذائي في المناطق المستهدفة”.

مضيفة” أي منظمة تقدم مساعدات طارئة مثل مساعدات السلل الغذائية وغيرها في مساعدات التي لابد ان تقدم بشكل عاجل للأسر المحتاجة ولكن فكرة تقديم مساعدات وبعد ذلك اختفاء المنظمة من الصورة بالذات في المجال الزراعي غير نافع . “

ونوهت الى أن” تهدف الفاو الى تحقيق الاستدامة في التدخلات التي تقدمها . مثلا هناك مشروع دعم الصمود الريفي في اليمن وهذا المشروع من المشاريع المقدمة في 4 محافظات لحج ابين الحديدة وحجة . تهدف الفاو الى دعم الزارع من اختيار البذرة الي تحديد المساعدة التي يجب أن تقدمها الفاو الى التسويق والبيع في السوق المحلية”.

وزارة الزراعة ودورها في التنسيق مع المنظمات المحلية والدولية

وتحدثت سيف عن دور وزارة الزراعة اليمنية “لا ينكر أحد أن وزارة الزراعة او أي وزارة معنية أنها الاكثر معرفة بحاجة المزارع والوصول الى كل المناطق الزراعية او المناطق التي تحتاج الى مساعدات . الفاو لا تتدخل بمعزل عن الجهات المعنية او الوزارات ذات العلاقة . فمثلا في خطة الفاو عام 2019 وكذا في السنوات السابقة على سبيل المثال قامت الفاو بالاجتماع مع الوزارات المعنية ومنها وزارة الثروة السمكية ووزارة الزراعة وأي وزارة معنية . وانطلقت الفاو في تحديد خطة استجابتها الطارئة من خلال رؤية هذه الوزارات وبما يتناسق مع استراتيجيتها والدعم المقدم من المانحين .”

“فيما يخص البذور والاقليم الذي تجلب منه البذور فانه يجدر الاشارة الى ان الفاو تعمل مع وزارة الزارعة على أن يتم تقديم البذور للمزارع على أن تكون من الجهة او من المحافظات المعنية بحث لا يمكن جلب بذور من اقليم معين وتوزيعها في اقليم اخر . وأي بذور توزع يتم فحصها والمصادقة عليها من الجهات الحكومية المعنية”وفقا لسيف

مؤكدة” وقد تم التوافق مع للوزير عبدالملك الثور وزير الزراعة على تحديد اولويات خطة الاستجابة بناء على اولويات الوزارات المعنية بما هو ممكن لدى الفاو وما يتسق مع استراتيجياتها وما ومع ماهو موجود من دعم من قبل المانحين حيث تسعى الفاو الى تحقيقها على المدى الطويل القضاء على الجوع وفقدان الامن الغذائي سوء التغذية والقضاء على الفقر . ليست الفاو وحدها في هذا المجال ولكن كل العاملين في المجال الانساني ووزارة الزراعة بالتاكيد في المقدمة كجهة حكومية فاعلة”.

الفاو ودورها باليمن

وعن الفاو قالت سيف” للفاو تدخلات عدة منها توزيع البذور المحسنة للمزارعين وتدخلات في مجال الثروة الحيوانية. كما تتدخل في اغاثة الصيادين المنكوبين خاصة في مناطق الصراع. وتتدخل بشكل مباشر في مجال النقد مقابل العمل ودعم مصادر المياه او تحسين هذه المجالات . وتقدم الدعم لمزارعي المحاصيل والماشية والرعاة والصيادين وتعمل ايضا في مجال النقد مقابل العمل . تهدف الفاو الى المساهمة في تحسين الانتاج الزراعي والانتاجية وتعمل مع السلطات للوصول الى خطة التنمية المستدامة لعام 2030″.

متحدثة عن الاهداف الاستراتيجية الخمسة للفاو وهي:

  1. المساهمة في القضاء على الجوع وانعدام الامن الغذائي وسوء التغدية
  2. زيادة انتاجية واستدامة الزراعة والغابات ومصائد الأسماك
  3. الحد من الفقر في الريف
  4. تمكين نظم زراعية وغذائية اكثر شمولا وكفاءة
  5. زيادة قدرة العيش على الصمود امام الكوارث

مزارعة مدعومة من الفاو تقدم الماء لبقرتها. @FAO/Chedly Kayouli

وعن مشاريع الفاو باليمن قالت سيف ” للفاو مشاريع عدة ابرزها في مجال الزراعة كمشاريع تعزيز القدرة على الصمود في الريف اليمني وضمت محافظات عدة . من المشاريع الكبيرة هناك مشاريع تعزيز الامن الغذائي وقدرة سبل العيش على الصمود في حوالي 13 محافظة منها الحديدة ابين شبوة وصعدة وصنعاء .

“من المشاريع التي هدفت إلى ادخال نظم انتاج محاصيل ذكية مناخيا لدعم الامن الغذائي في اليمن وتقليل استخدامات موارد المياه الموجهة لسكان الحضر هو مشروع لامركزية ادارة الموارد المائية في حوض صنعاء للحفاظ على الموارد المائية وسبل العيش في الريف . “وفقا لسيف.

مضيفة” ومن المشاريع مؤخرا هو مشروع في اكثر من 15 محافظة وهو مشروع الدعم الطارئ لسبل المعيشة للمتضررين من الازمة في اكثر من 13 محافظة نقوم بتقديم بذور محسنة للمزارعين المتضررين بحسب معايير اختيار محددة وكذا تقديم مدخلات لمربيي الثروة الحيوانية ومنها اعلاف حيوانية مكعبات علفية ومكعبات ملحية وتدخلات في مجال تحصين وتجريع الحيوانات والتي نقوم بها حاليا في 21 محافظة”.

ونوهت سيف” الفاو لاتعمل من خلال مشروع واحد ولكن بشكل تكاملي من خلال كل المشاريع . ونهدف الى تنسيق للوصول الى كل المحافظات والى كل الفئات خاصة تلك التي تعتبر في التصنيف المرحلي الرابع والتصنيف المرحلي الثالث . هذه التصنيفات تعبر عن حالات انعدام الامن الغذائي الشديد”.

مؤكدة” يتردى الوضع الأنساني في اليمن يوما بعد آخر خلال الاربع السنوات الماضية . وبحسب التصنيف المرحلي المتكامل للامن الغذائي فإن الناس الذين يعانون من انعدام الامن الغذائي في ازدياد . بحسب التقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للامن الغذائي الي نشر في ديسمبر 2018 ماقرابة 67 بالمائة من السكان يعانوا من انعدام امن غذائي حاد شديد وهؤلاء بحاجة الى مساعدات انسانية عاجلة . “

ازداد دعم المانحين لليمن في السنوات الاخيرة ولو انها لا تلبي الاحتياجات ولكن بالتاكيد زيادة المانحين يعني زيادة في المشاريع ليس فقط في الفاو ولكن لكل منظمات الامم المتحدة ولكل الفاعلين في المجال الانساني في اليمن .

تاريخ الزراعة في اليمن

ووفقا للمهندس عادل طاهر فإن التاريخ الزراعي في اليمن بدأ منذ حوالي 9000 سنة حيث استأنس المزارع اليمني النباتات وتعرف عليها وحدد المحاصيل التي تؤكل ومحاصيل الأعلاف ومحاصيل الغابات والأحراج والمراعي المختلفة . ويعتبر التاريخ الزراعي اليمني تاريخ نهضة امة منذ ظهرت مملكة سبأ الأولى وقامت نهضة الممالك العظيمة .

بالزراعة أسس اليمنيون الأوائل حضارة عريقة في هذه البقعة الجافة والوعرة في جنوب الجزيرة العربية فالحضارة اليمنية بنيت عن طريق إدارة ثلاثة موارد : المياه والبذرة والتربة . كأن اليمنيين قد بلغوا مرحلة عظيمة في ادارة هذه الموارد وبنوا بها اقوى حضارة عرفها الانسان”.

في البقعة الصغيرة في جنوب الجزيرة العربية سكن اليمنيون المرتفعات الشاهقة وجاورا الصقور في اعاليها وقاموا بترويض الجبال واستصلاحها وتحويلها الى مدرجات زراعية صنعوها بسواعدهم وأداروا المياه وأوجدوا تركيبة محصوليه تتلاءم مع كل البيئات اليمنية.

هذا واخذت يمن تايمز على عاتقها منذ مطلع يناير المنصرم تسليط الضوء على دور المجتمع المدني في اليمن والعاملون فيه من خلال برنامج ” يمن اورج ” اول برنامج يمني يهتم بالمجتمع المدني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.