مقابلات

المتحدث بإسم الصليب الاحمر: “خلال العام المنصرم حصل 90 الف شخص على أطراف بدل التي فقدوها، والوضع الإنساني في اليمن هو الاسوأ عالميا”

راديو يمن تايمز

مقابلة خاصة أجراها راديو وموقع يمن تايمز ممثل بـ علي ابراهيم الموشكي، مع المتحدث الرسمي بإسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط سارة الزوقري، للحديث عن دور الصليب الأحمر في اليمن وللحديث ايضا عن سارة الإعلامية.


يمن تايمز: مرحبا استاذه ساره في هذا اللقاء الخاص الذي يسلط الضوء على دور الصليب الأحمر في اليمن.

سارة الزوقري: اهلا وسهلا بك علي وبجميع اليمنيين والمتابعين على موقع وراديو يمن تايمز. سعيدة جدا ان صوتي كسارة وأيضا صوتي باسم الصليب الأحمر سيصل الى اليمنيين عبر يمن تايمز الإذاعة المجتمعية المستقلة التي تبث من العاصمة صنعاء.

نبدأ المقابلة بالحديث عن الوضع الانساني في اليمن، هناك ملفات كثيرة لدول تعاني من الصراعات في الشرق الاوسط وكلها ملفات يهتم بشأنها الصليب الأحمر ومن بينها الملف اليمني. اين موقع هذا الملف في قائمة اهتمامكم؟

ملف اليمن كبير جدا, وللأسف الازمة الانسانية في اليمن تعتبر الاكبر حاليا في العالم، خاصة مع ازدياد عدد المتضررين من الحرب. حالياً هو الملف الأهم واوليناه أكبر اهتمام ويتصدر القائمة.

سارة الزوقري – المتحدث الرسمي بإسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر – مع أحد الأسر النازحة في الأراضي العراقية بالقرب من الحدود السورية

 

كيف ترون الوضع الانساني في اليمن فأنتم تعملون في مناطق الصراع وتعايشون الوضع؟

الحالة الانسانية في اليمن هي الأخطر على مستوى العالم، نفقد الأرواح كل يوم في اليمن بسبب القتال العنيف ونقص الغذاء والفقر المدقع.

يعيش الناس تحت تهديد شبحين مروّعين: الحرب والجوع. والمدنيون هم من دفعوا الثمن الباهظ في هذا النزاع. فقد نزح ملايين منهم، بينما يبيت ملايين جوعى كل ليلة، تعتبر الأزمة الإنسانية في اليمن الأكبر في العالم.

فالوضع الإنساني في اليمن كارثي. لقد تأثرت كل جوانب الحياة اليومية بالنزاع: أسعار الوقود والغذاء ، والحصول على المياه النظيفة والحصول على الرعاية الصحية، القدرة على التحرك. تصل قدرة اليمنيين على الصمود إلى نقطة الانهيار.

لدينا خط معين بما يخص الابلاغ عن اي اتنهاكات بالاغاثات التي نقدمها (967737503687+) نحن نقدم المساعدات بشكل مباشر للناس.

فقد أدى الصراع إلى إضعاف البنية التحتية الهشة والمياه الصحية مما أدى إلى عودة ظهور الأمراض المعدية مثل الكوليرا والدفتريا والحصبة والتهاب السحايا. وهذا بمثابة تذكير آخر بعدم قدرة النظام الصحي في اليمن على تلبية الاحتياجات المتزايدة. بالإضافة إلى البنية التحتية المنكوبة، يساهم موسم الأمطار وكذلك حركة السكان في ظل اشتداد الصراع في انتشار الأمراض المعدية.

ايضا لم يتلق مئات الآلاف من موظفي الخدمة المدنية رواتبهم لأكثر من عامين. وهذا يشمل آلاف الموظفين الطبيين في المستشفيات العامة، مما يزيد من تفاقم أزمة نظام الرعاية الصحية. وأصبح الوضع الآن في غاية الأهمية بالنسبة للموظفين الطبيين الذين تدعمهم اللجنة الدولية في العديد من المحافظات لطلب المعونة الغذائية وهم يكافحون لإطعام أسرهم.

هل هناك احصائيات لديكم تدعم هذه التقارير والمعلومات التي اوردتها أعلاه؟

هناك ارقام عديدة لو نتكلم عن الارقام وسأوجزها علي في هذه النقاط:

  • 80٪ من السكان أي  24.1 مليون شخص – من أصل 30.5 مليون – بحاجة الآن إلى المساعدة الإنسانية. بينما 14.3 مليون شخص في حاجة ماسة.
  • 3.2 مليون طفل وامرأة يعانون من سوء التغذية الحاد؛ ارتفع عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم بنسبة 90 ٪ في السنوات الثلاث الماضية
  • ارتفعت تكاليف المعيشة. ارتفع سعر سلة الطعام (الأرز والعدس والحليب والدقيق والفاصوليا وزيت الطهي والسكر والملح) بنسبة 60 ٪.
  • 2 مليون طفل خارج المدرسة أكثر من 2000 مدرسة تضررت أو دمرت بسبب الحرب. كما تستخدم العديد من المدارس كملاجئ للنازحين وتولت الجماعات المسلحة السيطرة عليها.
  • 51 ٪ من المنشآت الصحية تعمل وأقل من 50 ٪ من الولادات تتم تحت إشراف موظفين صحيين مهرة
  • أما الوضع الاقتصادي” المجاعة” نلخصها في النقاط التالية:
  • الملايين من اليمنيين يعانون من انعدام الأمن الغذائي قبل بدء الصراع الحالي، ومع ذلك ، فإن الوضع الإنساني في اليمن يزداد سوءًا
  • استمرار الصراع وتراجع الواردات وصعوبة التنقل في البلاد وانهيار العملة وانهيار الوضع الاقتصادي وانهيار المنظومات الصحية والخدمية من بنية تحتية وغيرها أدت الى ارتفاع حاد في حالات سوء التغذية
  • الناس غير قادرة على شراء قوت يومها ولا على تكاليف الدواء. ويعيش ملايين اليمنيين المستضعفين، الذين تثقل الديون كاهلهم، على وجبة واحدة في اليوم وصلوا لمرحلة الاختيار بين شراء الغذاء أو الدواء
  • ارتفعت تكاليف المعيشة بشكل كبير وقد ارتفعت تكلفة المعيشة ارتفاعًا حادًا، فقد زادت أسعار الطحين والسكر والأرز والحليب بنسبة 30 بالمائة منذ الشهر الفائت، وهو ما يتجاوز الميزانيات المتواضعة لمعظم الأسر اليمنية، التي استُنزفت مدخراتها بسبب سنوات النزاع الطويلة.
  • خلال الأشهر القليلة الماضية ، شهدت المرافق الصحية التي تدعمها اللجنة الدولية في البلاد ارتفاعاً في حالات سوء التغذية.
  • أدى الصراع إلى إضعاف شامل لنظام الرعاية الصحية وتعطل الخدمات، وقد أدى ذلك إلى انخفاض حاد في مستويات المناعة بين الأطفال اليمنيين.الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يصبحون أكثر عرضة لأمراض مثل الحصبة.
  • بالإضافة إلى الدعم المقدم إلى 24 مركزًا للرعاية الصحية الأولية في 9 محافظات ، تشتمل حصص اللجنة الدولية الغذائية على مكملات غذائية للوقاية من سوء التغذية الحاد المعتدل ومعالجته.
  • كلما استمرالصراع سيكون الامن الغذائي منعدما.

الصحة

  • فقط 51% من المرافق الصحية تعمل أثر الصراع على المرافق الطبية والبنية التحتية الأساسية يزيد من تفاقم الآثار الإنسانية على اليمنيين.
  • منذ بداية النزاع في عام 2015 ، تمت مهاجمة أكثر من 165 مبنى صحية وأبلغت اللجنة الدولية بها.
  • أدى نقص الوقود والإمدادات إلى إجبار العشرات من المرافق الصحية على الإغلاق. فالعيادات المفتوحة تنفق أموالاً لتغطية تكاليف التشغيل والأدوية والمعدات والوقود.

الكوليرا:

  • يتم تسجيل حالات الكوليرا الجديدة كل يوم في جميع أنحاء البلاد ؛ لقد أصبح هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه حقيقة واقعة للأشخاص المستضعفين وكابوس لأولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية. منذ بداية العام ، تم تسجيل حوالي 11476 حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا في مرافق تدعمها اللجنة الدولية.
  • تدعم اللجنة الدولية زوايا الإماهة الفموية ومراكز علاج الإسهال (CTCs) ، في جميع مرافقنا التي تدعمها بانتظام في المحافظات التالية: عدن ولحج والضالع وصنعاء والبيضاء وذمار والحديدة ومأرب وصعدة وعمران وتعز.
  • نحن نقوم برصد الوضع في العديد من المحافظات بعناية ، وقد وضعت خطة استجابة للطوارئ لاحتواء أي تفش محتمل من حيث المعالجة وإعادة تأهيل البنية التحتية للمياه وبرامج تعزيز الصحة. ، فإن الصراع في اليمن قد أضعف بشكل كبير البنية التحتية الصحية والمائية الهشة مما أدى إلى ظهور الأمراض المعدية مثل الكوليرا والدفتيريا والحصبة. بالإضافة إلى البنية التحتية المدمرة ، يساهم موسم الأمطار وكذلك حركة السكان في انتشار الأمراض المعدية ,

في هذه الأثناء ، فإن مراكز علاج الكوليرا المدعومة في صنعاء وعدن تعمل وتستقبل المرضى، لا تزال أسوأ أزمة صحية لمرض يمكن الوقاية منه في العصر الحديث

الحديدة – المراوعة: نقطة الماء النظيف للنازحين في مدرسة النصر

 

الاحصائيات التي ذكرتها اعلاه تقول ان الوضع الانساني في اليمن هو الاسوأ عالميا؟

هي اكبر معاناة إنسانية حاليا يعيشها العالم. الآن الخبراء يعملون على تصنيف الوضع في اليمن بما يخص سوء التغذية الحاد لانه مصطلح مجاعة هو علمي تقني لا يطلق الا بعد استيفاء شروط معينة ومؤشرات معترف بها دوليا و اليمن الى الان تحت تعتبر مهددة ..لكن بغض النطر عن النتيجة اذا نظرنا الى الواقع و اعتقد الصور من اليمن كفيلة باظهاره ان حالات سوؤ التفذية الحادة موجودة و حالات الوفاة بسببها ازدادت في الاونة الاحيرة …

فأكيد هذه الامور صعبة لما نتكلم على الجانب الصحي فقط 51% فقط من المرافق الطبية تعمل والباقي تضررت اما بسبب النزاع واما بعدم توفر الكهرباء او المشتقات النفطية، الكثير من الأدوية غير متاحة بالأصح غير متوفره.

نفقد الأرواح كل يوم في اليمن بسبب القتال العنيف ونقص الغذاء والفقر المدقع

عندما التقينا بكثير من الناس وجدنا انهم ممكن يفقدوا حياتهم أو يفقد طفل حياته بسبب اما انه لايمتلك ثمن المواصلات ليصل للمستشفى خصوصا وان المستفشيات التي لاتزال تعمل تقع في مناطق محدودة وبعيدة عن اغلب الأهالي الذين يعانون من امراض واضرار بسبب الصراع، وعدم وجود المراكز الطبية الاولية في مناطقهم.

نحن كلجنة دولية للصليب الاحمر نقوم بدعم كثير من المراكز الطبية الأولية في عموم اليمن خصوصا المستشفيات اللي تستقبل جرحى الحرب من المدنيين.

الضحايا من المدنيين بعشرات الالاف سواء قتلى أو جرحى او مرضى فالوضع فعلا كارثي ونتمنى ان تتوقف الحرب وينظر المتصارعون الى معاناة اليمنيين فكفى حروب وعبث بالابرياء.

مالذي قدمه الصليب الأحمر مقابل هذه الكارثة الانسانية والاحصائيات الكبيرة؟

الملف اليمني من اهم الملفات اللي نعمل عليها واللجنة الدولية للصليب الاحمر مهتمة به بشكل كبير ولدينا مشاريع كثيرة سواء حاليا على الارض او مستقبلية.

هل هناك احصائيات لدى الصليب الأحمر بحجم المساعدات التي قدمها في اليمن؟

في 2018 حققنا كثير من الانجازات اللي عملتها الفرق الميدانية وتُعد انجازات كبيرة بالنسبة لنا كصليب احمر دولي في الظروف اللي مرينا فيها والتي ايضا تمر فيها اليمن بشكل عام يعني مثلا :

  • اذا نتكلم عن مراكز الرعاية الصحية الأولي اللي ندعمها عالجنا اكثر من 500 الف مريض واكثر من 20 الف جريح حرب في هذه الظروف الصعبة.
  • اما عن المياه النظيفة اكثر من خمسة مليون يمني في اليمن وفرنا لهم مياه نظيفة  في 2018 والجميع يعرف ان المياه النظيفة مش عشان المياه اساس الحياة فقط ولكن المياه الغير نظيفة سبب لتفاقم الامراض وامراض كثيرة واوبئة مختلفة فأكيد هذا شيء مهم فالكثير من المهندسين الذين يعملون لدينا والمتواجدين ميدانيا تقوم بدعم محطات المياه المحلية في المناطق المحتاجة، ايضا نقوم بتدريب المهندسين في المحطات التي تضررت لاعادة تشغيلها”.

خمسة مليون شخص عدد كبير ولكن حين تنظر إلى الاحتياجات تشعر أن تلك المساعدات مثل نقطه في بحر. ولكن إلى متى ستستمر هذه الاحتياجات؟ فممكن اتكلم من اليوم حتى الغد عن الاعمال اللي نقوم بها ولازلنا مثل اطعام النازحين وتوفير المأوى المساعدات الطبية للمستشفيات وغيرها اللتي استطاعت أن تساعد الاف جرحى الحرب في هذه الفترة القصيرة لكنها تبقى قليلة امام الاحتياجات. ومهما حاولنا لن نستطيع ان نداوي جميع مرضى اليمن ولن نستطيع إطعام جميع من هم جائعين في اليمن.

  • اذا تحدثنا عن الحروب وماتسببه بصفوف المدنيين فان الكثير من الناس فقدوا اطرافهم وكثير منهم كانوا اطفال. ففي مراكز التأهيل البدني التي ندعمها في تعز، صعدة،  المكلا، عدن وفي صنعاء استطعنا ان نوفر لاكثر من 90 الف شخص اطراف صناعية بدل التي فقدوها في الحرب وهذه ارقام نحن فخورين بها وسنحاول ان نقوم بأكثر من ذلك لكننا نعرف ونعي انها تعتبر قطرة في بحر الاحتياجات. الدعم الذي نقدمه من ادويه ومن ادوات جراحة وتأهيل من تدريب من مرتبات لمراكز صحية مختلفة ساعدت على مداواة هذا القدر من الناس.

لاحظنا خلال الأسابيع القليلة الماضية عددًا متزايدًا من الحالات المشتبه فيها ، خاصة في البيضاء و ذمار. استجابةً لذلك ، عززت اللجنة الدولية الإنذار المبكر والمراقبة في جميع المحافظات التي نعيش فيها ، حيث وضعت خطة متعددة التخصصات للاستجابة لحالات الطوارئ لاحتواء أي تفش محتمل من حيث العلاج وإعادة تأهيل البنية التحتية للمياه وبرامج تعزيز الصحة.

  • تدعم اللجنة الدولية حالياً 8 مراكز لغسيل الكلى في جميع أنحاء اليمن. يظل الدعم الذي تقدمه اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشأن معالجة غسيل الكلى إجراءً ستثنائياً لأن تركيز المنظمة الرئيسي في البلاد هو على الإجراءات الطارئة لإنقاذ حياة جرحى الحرب ومرضى الصدمات في حالات الطوارئ؛ فضلا عن غيرها من الاستجابات لانقاذ الحياة في حالات الطوارئ،
  • مراكز الرعاية الصحية الأولية المدعومة من اللجنة الدولية عالجت 595999 مريضًا ، بينما عالجت المستشفيات التي تدعمها اللجنة الدولية 20333 من جرحى الحرب
  • حتى نهاية عام 2018 ، في عدن وخلال السنوات الثلاث الماضية ، تم قبول 8489 مريض في مستشفى المنصورة الجراحي ، وتم إجراء أكثر من 9777 عملية جراحية. أكثر من 32 ٪ من الأسلحة الجرحى كانوا من المدنيين.
  • تم إجراء 59923 عملية جراحية في 13 مستشفى تدعمها اللجنة الدولية في عام 2018
  • (HCiD) تشعر اللجنة الدولية بالقلق بشكل خاص إزاء التأثير المباشر للأعمال العدائية المستمرة وحماية المهمة الطبية (المستشفيات ، سيارات الإسعاف ، العاملون الطبيون والمرضى). أثر تصاعد العمليات العسكرية في المحافظات الشمالية والوسطى بشكل مباشر على المنشآت الطبية القريبة من الخطوط الأمامية. أدت العمليات العسكرية التي نفذت في المناطق المكتظة بالسكان إلى وفاة / إصابات شديدة للمستجيبين الأوائل والبعثات الطبية أثناء أداء واجباتهم. تسبب وجود الجهات الفاعلة المسلحة وعسكرة المنشآت الطبية في فقدان الحماية وتعليق الوصول إلى الرعاية الطبية العاجلة لآلاف السكان المحليين

أحمد في أحد مراكز التأهيل البدني الذي يدعمه الصليب الأحمر

 

كم عدد فرق الصليب الاحمر في اليمن ؟

نستطيع القول هناك اكثر من 500 موظف حاليا داخل اليمن متوزعين في مناطق مختلفة.

هل هذه الفرق متواجده في عموم المحافظات؟

نحاول طبعا قدر الامكان ان نكون متواجدين في عموم المحافظات خاصة في المناطق الاكثر تضررا واحتياجاً  حتى نغطي قدر الامكان من احتياجات الناس خاصة قرب المناطق الساخنة والنازحين. فمثلا لدينا تواجد في صنعاء، صعدة، عدن، الحديدة، وحجة واغلب مناطق اليمن، نغطيها من خلال مكاتبنا الموجودة هناك.

هل هناك عراقيل؟

بالتأكيد هناك عراقيل. الوضع الامني في اليمن جدا صعب وخطوط القتال تتغير. مثلا هناك حاليا قتال على ساحل البحر الاحمر وأيضا في حجة وفي مناطق مختلفة، هذا القتال مستمر بالرغم من وجود جهود من اجل عمل اتفاقيات وغيره. لكن هذا يزيد من تفاقم الوضع ويزيد من عدد القتلى الجرحى النازحين اللي صاروا الآن بالملايين.

هناك عراقيل كبيرة سواء من وضع أمني أو من امكانية السفر أو التنقل من خارج الى داخل اليمن او في عموم المحافظات وكذلك المضايقات التي ممكن تحصل لطواقمنا الطبية التي تعمل ميدانيا. هناك عراقيل معينة لكن هذا لا يمنع استمرارنا ولا يمكن أن نتوقف. رغم كل العراقيل لازلنا مستمرين ولازلنا نحاول. وأتمنى أن يأتي اليوم الذي يمكننا الوصول بكل بساطة وبكل سهولة لعموم المحافظات وللأماكن التي من الصعب الوصول اليها وللأماكن الاكثر احتياجا.

هناك تسهيلات من قبل أطراف الصراع؟

لأكون معك صريحة جدا مستحيل نتحرك من النقطة أ الى النقطة ب بدون تنسيق مع السلطات، وان شاء الله كلما اتيحت لنا الفرصة ان نعمل اكثر ميدانيا كلما سيلمس الشعب اليمني هذه الجهود بشكل اكبر. الشباب الذين يعملون على الأرض والمتطوعين من الهلال الاحمر اليمني لهم الف تحية. أيضا الناس اللي يستقبلونا بكل حب وبحرارة وبكرم بالرغم من الظروف الموجودة لهم التحية. أيضا السلطات لا نستطيع ان نقوم باي شيء بدون التنسيق مع السلطات فشكرا لهم على التسهيلات التي تتم بالنسبة لفرقنا.

لاجئون في ذمار

 

تضحياتكم في اليمن؟

لابد أن اقول نحن في شهرابريل السنة الماضية فقدنا زميل لنا في تعز وكانت حادثة مروعة جدا وسيئة. وأيضا فقدنا بشكل عام في السنوات الماضية أربعة من الزملاء. ولما أربعة يفقدون حياتهم اثناء عمل انساني فهذ أمر صعب جدا علينا كزملاء, وصعب جدا على المؤسسة. نحن نقوم بعمل إنساني ولسنا طرف في الحرب. لا يمكن استهدافنا ولا يجوز استهدافنا. عندما نفقد زملاءنا بهذه الطريقة بالتأكيد يترتب على ذلك أمور. وأيضا الوضع الامني يحكم تنقلاتا فيختلف الوضع من منطقة لمنطقة ومن مكان لمكان وقد يستطيع موظف الصليب الأحمر الذهاب ميدانيا الى مكان معين غدا ولا يستطيع بعد غد. لكن لا نستطيع ان نقدم الدعم ولا نستطيع ان ننتقل دون التنسيق مع السلطات جميعها.

نعود للجرحى الذين يتلقون المساعدات هل مدنيين ام من مقاتلي أطراف الصراع؟

نحن لا نسأل. إن كان هناك جريح معين نحن لا نسأل عن سبب اصابته أوانتمائه فهو مدني تحت القانون الدولي الانساني وتحت القوانين الدولية.

إحصائيات كبيره الا أن كثيرمن المهتمين لاتصلهم هذه الارقام. ما سبب عدم إفصاح الصليب الأحمر عن هذه الارقام. هل هناك تقصير أم ان هناك سبب آخر؟

هذه الارقام ليست ارقام مخفية. لدينا تقارير معينة نقوم بنشرها سنويا. لكن انا اشكرك من خلال راديو يمن تايمز أن أتحتم لنا الفرصة لنتكلم عن هذه الارقام. وأيضا لدينا شباب في القسم الاعلامي في مكاتبنا في صنعا متواجدين لأي سؤال ممكن ان يطرح من قبل الصحافة او مستمعي ومتابعي يمن تايمز. يجب ان نكون اكثر توجها نحو اظهار الارقام بصورة اكبر ولكن نحن نستقبل اي استفسارات ونقوم ايضا بعمل مؤتمرات صحفية معينة كل فترة وأخرى.

لديكم خط ساخن من خلاله تصلكم بلاغات وشكاوي المواطنين؟

لدينا خط معين بما يخص الابلاغ عن اي اتنهاكات بالاغاثات التي نقدمها (967737503687+) نحن نقدم المساعدات بشكل مباشر للناس. فتحنا هذا الخط لنستقبل اي نوع من الشكاوي. هناك الكثير من الأفكار أو المعلومات المغلوطة ممكن ان تظهر عن المساعدات فنقوم بتوضيحها ونأخذ كل شكوى على محمل الجد بما يخص المساعدات التي نقدمها نحن كصليب احمر. ايضا بما يخص الاعلام اتمنى من الجميع ان يدخل على موقع اللجنة الدولية للصليب الاحمر في اليمن أو على الفيس بوك.

 أدى الصراع إلى إضعاف البنية التحتية الهشة والمياه الصحية مما أدى إلى عودة ظهور الأمراض المعدية مثل الكوليرا والدفتريا والحصبة والتهاب السحايا

اذا كان عندكم اي استفسار او ملاحظة أرسلوا لنا رسالة أو أكتبوا لنا تعليق. نحن نقرأ ونشوف ونحاول قدر الامكان نوضح الصورة. اشكرك علي مرة اخرى, وأشكر راديو يمن تايمز وأشكر كل إعلامي سواء من الشمال أو من الجنوب تواصل معانا بأي فترة من الفترات حتى نظهر صوت الناس وايضا نوضح الامور اللي نعمل عليها. هدفنا الأول طبعا مساعدة أكبر قدر من النازحين والمدنيين.

البعض ربما يتساءل سارة الزوقري يمنية الجنسية, وعادةً المنظمات الدولية لاتثق بأن تعطي ملف اي دولة شخص ينتمي إليها. فكيف تمكنت من ذلك في الصليب الأحمر؟

انا متحدثه رسمية ولا أنحاز الى اي فصيل في اليمن. والصليب الاحمر يعلمون ذلك فعملي انساني ولا اهتم الا بوضع الناس ولم ولن أنحاز الى اي طرف في اليمن.

عندما كنت في العراق نزلت ميدانيا في جنوب السودان نزلت ميدانيا في سوريا ومناطق أخرى. ما هو المانع لزيارتك لليمن والنزول ميدانياً؟

في العراق كنت مسؤولة عن الملف العراقي. من ضمن عملي وحبي للميدان ورغبتي أن أكون قريبة من الناس فضلت ان اعمل عملا ميدانا لكي يكون حقيقي. فخضت العمل الميدياني بجميع أحواله. نفس الشي بجنوب السودان بالرغم من صعوبة الظروف اللي كانت موجودة هناك. الآن في ملف الشرق الاوسط معي عدة دول ذهبت فيها الى سوريا وإلى العراق واتمنى ان شاء الله ان اذهب الى اليمن. كان هناك تخطيط لتواجدي في اليمن ضمن اتفاقية إطلاق سراح المحتجزين والتي لاتزال على طاولات الحوار.

تقصدين مفاوضات استوكهولم ؟

نعم في استوكهولم. ولانزال ننتظر الانتهاء من كشوفات الأسماء من قبل اطراف الحرب. نحن كصليب أحمر جاهزون. وكنا جاهزون منذ شهر ديسمبرالمنصرم وكذلك يناير. فهناك آلاف العائلات اللي تنتظر بفارغ الصبر الافراج عن ذويها وهذا الشيء اللي نضعه دائما أمام أنظارنا في صنعاء وفي وعدن وفي غيرها من المناطق. نرى الامهات والزوجات والبنات دائما يذكرون بان لديهم أناس مختفيين لايعرفون مصيرهم ومن جميع الاطراف.

نضع دائما هذه العائلات امام أعيننا. نحن جاهزون، نتمنى ان نقوم بهذا العمل الانساني واتمنى ان اكون موجودة بوقت هذا العمل الانساني على ارض الوطن. مثل ماذكرت كان هناك بصيص أمل ان تنفذ هذه الاتفاقيات وتثمر الجهود ولازلنا متمسكين ولو بذرة امل ان يكون هناك في حل سياسي ان يكون هناك في حل اقتصادي لأنه كمنظمات انسانية لا نستطيع نحن ان نحل الوضع.

نازحون في احدى المدارس

 

رسالة الصليب الأحمر لأطراف الصراع في اليمن؟

نحن منظمة انسانية نعي ونعرف أن الحل ليس بأيدينا لكن الآن هدفنا التخفيف من المعاناة. ونحن كلجنة دولية الصليب الاحمر أو غيرها من المنظمات غير قادرين أن نحل المسألة الى مدى طويل ولكن كل ما نستطيع  ان نفعله الآن هو ان نخفف من وطأة الحرب ومن وطأة النزاع من وطأة المعاناة على الناس. وهذا ما نحاول بشكل كبير القيام به.

نتمنى ان يكون حل سياسي حقيقي. الشعب اليمني يستحق هذا. رسالتنا للأطراف المتصارعة أنه حتى الحرب لها قوانين ولابد قدر الامكان من وضع المدنيين امام أعينهم. سواء بالقوانين الدولية بالقوانين المحلية بالعُرف أو بالدين. يجب علينا حماية المدنيين من أي نوع، فهم أكثر المتضررين, ويجب وتجنيبهم اي نوع من الضرر الزائد.

إن كان هناك جريح معين نحن لا نسأل عن سبب اصابته أوانتمائه فهو مدني تحت القانون الدولي الانساني وتحت القوانين الدولية

ونسأل كل الاطراف، استهداف المستشفيات الطرق المدارس البيوت هذه كلها امور ستؤثر سلبا على البنية التحتية والمستقبل أيضا. إذا لم يكن لدينا مستشفيات أو مدارس اوغيرها للمستقبل فهل نبدأ من البداية ومن جديد؟ أتمنى من الأطراف المتصارعة والأطراف المعنية قدرالامكان أن تلتزم بقوانين الحرب وبالقانون الدولي الإنساني او بالأعراف او بالدين او بالشيء الذي تراه قريب من توجهها. لكن اهم نقطة هي حماية المدنيين فنقطة الإحتمال ونقطة الصمود التي وصل لها الشعب اليمني قد فاقت القدر المحتمل.

والشيء الاخر الاعيان المدنية. يجب التمييز بين الاعيان المدنية والاعيان العسكرية وبين المدني والمقاتل وان تسمح للجميع بالحصول على الدواء. للجميع حق العلاج وحق الوصول الى مكان آمن. هذه كلها أمور تبدو بسيطة لكنها غير موجودة على ارض الواقع فأتمنى ان يكون هناك مراعاة اكثر للناس ومعاناتهم.

الوقت ليس في صالح الشعب. حجم المعاناة كبير و الناس قد وصلوا الى اقصى حدود التحمل. في العام الماضي رأينا بصيصًا من الأمل, تم بذل جهود متضافرة لوضع حد للنزاع في اليمن الذي أودى بحياة الآلاف من الناس وأدى الى نزوح الملايين. ولكن بالرغم من الجهود السياسية والدبلوماسية المكثفة ، فبالنسبة لحوالي 24 مليون يمني يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية ، فإن فترة الانتظار طويلة وتؤدي الى تفاقم الوضع الانساني.

شكرا لك استاذه سارة وشكرا للصليب الاحمر على جهوده في اليمن، ونتمنى ان تتوقف الحرب ويحل السلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.